ستظل أغنية "ست الحبايب" للفنانة الراحلة فايزة أحمد، إحدى أشهر أغنيات الأم التي تعيش في وجداننا على الرغم من ظهور أغنيات كثيرة تعبر عن مكانة الأم ودورها في حياتنا. لماذا صمدت في ظل ظهور أغان أخرى تلاشت سريعاً كفقاعات الصابون؟
يؤكد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي أن "هذه الأغنيات عن الأم والبيت واللمة كانت من إنتاج أجهزة إعلام تهتم بالتنويع وتبحث عن المصداقية، بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة التي تسيطر على السوق الغنائية حديثاً، موضحاً أن الأغاني تحولت اليوم من فن إلى سلعة واكتفى من يهتم بإنتاجها للأم أو للأخ أو للأب، أو غيرها من المشاعر الإنسانية، ما يشير الى أن علاقة الأجيال الجديدة مع أمهاتهم ليست في ما يبدو على ما يرام".
"تظهر أمي في أشعاري دائما" يؤكد الأبنودي، مشيرا الى أغنيات تغنى بها الراحل عماد عبد الحليم بالأم ومنها "المدن" التي يرصد من خلالها علاقة الإنسان بأمه. كذلك أغنية المطرب محمد ثروت "أمي"، و"يا مايا" لمحمد الحلو، وعلى الرغم من هذا لم يستطع، كما يقول، ترجمة ما في داخله تجاه والدته سواء شعراً أو غناءً.
أما الموسيقار محمد سلطان فيعتبر أن "أغاني الزمن الجميل وحتى أعوام السبعينات والثمانينات ما زالت تعيش إلى الآن بما في ذلك أغاني الأم، مشيرا الى ان نجاح الاغنية ليس بيد الفنان لأن ثمة عوامل أخرى تتحكم في إنتاج هذه النوع من الأغاني مثل المنتج والاذاعة والتلفزيون".
ويضيف قائلا: "كنت محظوظاً بتقديم أغنية للأم غنتها ناديا مصطفى وهي بعنوان "غالية علي وحبك غالي" كلمات عبد الوهاب محمد وقدّم غيري أغاني كثيرة جميلة عن الأم، لكنها لا تذاع للأسف بسبب عدم وجود خريطة محددة لإذاعة الاغاني بحيادية وتوازن بين الجميع".
وعن سر نجاح "ست الحبايب" للفنانة فايزة أحمد يوضح: "كانت فايزة أحمد عاشقة لأمها كذلك الموسيقار محمد عبد الوهاب والشاعر حسين السيد ولأن هذا الثلاثي اجتمع على حب الأم قدم أغنية ناضجة ما زالت حية إلى اليوم".
وبدوره يرى الموسيقار حلمي بكر أن "ست الحبايب" لفايزة أحمد والتي لحنها عبد الوهاب ستظل دائماً في القمة متفوقة على أغنيات الأم كافة لأنها قدّمت بكل صدق وحساسية سواء كلاماً أو لحناً وأداءً، تليها "كل عام وانتي بسلام" للشحرورة صباح من ألحان محمود الشريف و"الأم" لنازك من ألحان محمد فوزي". مضيفا: "قدم كثير من المطربين أغنيات عن الام منها "غالية يا أمي" لمها صبري و"تعيش ليه" لهاني شاكر و"الأم" لمحمد رشدي وغيرها".
في السياق نفسه يؤكد الفنان محمد الحلو أن "أغنيات الأم والأغنيات الاجتماعية عموماً هي من الأعمال التي يتعين على كل فنان تقديمها بصدق وبذل ما في وسعه كي تخرج في منتهى الاخلاص والصدق فهي بمثابة الواجب المقدس".
يتذكر الحلو كما جاء في الجريدة أعماله وغيره من الفنانين عن الام ويقول: "قدمت للأم اغنية "أمه يا أماية" من كلمات عبد الرحمن الابنودي والحان محمد قابيل وكذلك "أمي يا أول حب في عمري" كلمات مصطفى الشندويلي وألحان محمد الشيخ، وغنى الفنان علي الحجار "دعوتك في الفجر يا أمي" وهي من أبرز أغنيات جيلنا التي قدمت للأم، أما "ست الحبايب" فهي أعظم أغنية عربية للأم وهي رمز تربت في وجداننا مثل "رمضان جانا" لمحمد عبد المطلب التي تذاع ليلة رؤية هلال رمضان و"يا ليلة العيد" لأم كلثوم، بتعبير أدق هي جزء من تراثنا".
يؤكد النجم إيهاب توفيق عشقه الشديد لأمه التي يعتبرها سر نجاحه، فهي ليست أمه فحسب بل مديرة أعماله أيضا، لهذا قدم اليها أغنية خاصة في عيد الأم منذ أعوام بعنوان "عاشق كل حاجة فيكي"، لكنها، كما يقول، لم تعبر أو تترجم مشاعره كلها تجاهها التي لا تغيب عن خياله لحظة واحدة فهي أغلى حب في حياته.
ويرى إيهاب أن "ست الحبايب" تمثل حالة خاصة و"الزاد" الذي يستمد منه المطربون حماسهم لتقديم أغان مماثلة تعيش داخل الجماهير كما عاشت "ست الحبايب".
أما المطرب خالد عجاج الذي قدم " الست دي أمي" فيقول: "قدمت هذه الأغنية كي أجسد من خلالها كفاح الأم المصرية في تربية أبنائها، خصوصا أن والدتي كافحت كثيراً لتربيتي بعد وفاة والدي، لهذا جاءت معبرة عن تجربة خاصة فصدقها الجمهور وأحبها
امي.. وهل عندنا أغلى منك؟!
عيدك.. عيد الربيع.. عيد الحياة.. عيد الأمل!
حبنا لك ورودنا لك و.. قلبنا لك